منتدى نجوم الأحساء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

آجعل من نفسك على نفسك رقيباً

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

آجعل من نفسك على نفسك رقيباً  Empty آجعل من نفسك على نفسك رقيباً

مُساهمة من طرف فواطم الخميس يونيو 30, 2011 10:00 pm

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم



﴿يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا)


الرقابة الإلهية
إن ما يحتاج إليه أي قانون حتى يثمر ويصل الناس إلى الغرض الرئيسي من إقراره هو الرقابة على من يتخلّف عن القانون لمعاقبته.
وعنصر الرقابة هذا في القوانين الموضوعة من قبل البشر يكون ضعيفاً، لأن الرقابة تكون بشرية، وهي مما يمكن أن يتم اختراقها
من جهات عدّة، فينجو المجرم من العقاب فيها.
ولكن القانون الإلهي المنزل للبشرية يتمتع بالرقابة الإلهية، وهذه الرقابة تملك صفاتاً خاصةً لا ينالها أي قانون آخر،
وتتمثل في:


1- أنها عامة تشمل كل شيء ولذا يصفها الله عز وجل بالتالي: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا﴾.
2- أنها لا تحيط بها موانع تعيق قيامها أو تحققها، ونحن نقرأ في دعاء كميل: فأسألك بالقدرة التي قدرتها... أن تهب لي في
هذه الليلة وفي هذه الساعة كل جرم أجرمته... وكل سيئة أمرت بإثباتها الكرام الكاتبين الذين وكلتهم
حفظ ما يكون مني وجعلتهم شهوداً علي مع جوارحي وكنت أنت الرقيب علي من ورائهم والشاهد لما خفي عنهم.
3- تعدد الشهود والرقباء، قال تعالى:﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ
سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ
خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ
لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ﴾.


الرقابة الذاتية لدى المسلم
مضافا إلى ما تقدّم مما يمتاز به القانون الديني الإسلامي، فإن الإسلام سعى لتقوية عنصر الرقابة الذاتية لدى الإنسان المسلم،
وهذا العنصر هو من أقوى ما يمكن أن يشكل ضمانةً لعدم اختراق القانون، لأنّ الإنسان الذي لا يمكنه أن يخفي عن نفسه
ارتكابه للإثم أو مخالفته للشرع، وإن أمكنه أن يخفي ذلك عن الناس، أو أن ينسى الله عز وجل في لحظة من اللحظات،
لن يُقدم على المخالفة وارتكاب الذنب.
في الرواية عن الإمام علي عليه السلام: اجعل من نفسك على نفسك رقيباًً واجعل لآخرتك من دنياك نصيباً.
وعنه عليه السلام: رحم الله عبداً راقب ذنبه وخاف ربه.
وفي رواية عن الإمام الصادق عليه السلام: من خلا بذنب فراقب الله تعالى ذكره فيه واستحيى من الحفظة غفر الله عز وجل
له جميع ذنوبه وإن كانت مثل ذنوب الثقلين.
وأما كيف تكون المراقبة فيذكر علماء الأخلاق أن ذلك يتحقق بأن يراقب نفسه عند الخوض في الأعمال، فيلاحظها بالعين
اللائمة والمعاتبة، فإنها إن تركت طغت وفسدت، ثم يراقب في كل حركة وسكون، بأن يعلم أن الله تعالى مطلع على الضمائر،
عالم بالسراًئر، رقيب على أعمال العباد، قائم على كل نفس بما كسبت، وأن سر القلب في حقه مكشوف، كما أن ظاهر
البشرة للخلق مكشوف.


المراقبة في الطاعة والمعصية
عندما نتحدث عن ضرورة مراقبة النفس، فلا يتوهمن أحد ان المراقبة تعني فقط الحذر من الوقوع في المعاصي والآثام،
أي في الذنوب فقط، بل المراقبة ينبغي أن تكون في ثلاثة مواطن:
1- المراقبة في المعصية: بأن يفكّر الإنسان عندما يُقدم على أي فعل من الأفعال، فيحذر من أن يكون في ذلك معصية
الله عز وجل. ولو زلت قدمه فوقع في المعصية راقب نفسه فسعى لإظهار الندم والتوبة، وإذا كان لغيره حق عليه أعاد له حقه.
2- المراقبة في الطاعة: فعندما يأتي بعبادة من العبادة أو طاعة من الطاعات وإن لم تكن عبادة، سعى لأن تكون خالصة
لله عز وجل ولأن يقصد بها وجه الله، وأن يحذر من الوقوع بعد الإتيان بها بما يوجب بطلانها، كما لو أحسن على إنسان،
ثم ابتدأ بالمنّة عليه وإظهار ما له من الفضل عليه. فإن طاعته تذهب هباء.
قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾.


و (المن): أن يرى نفسه محسناًً، ومن ثمراتها الظاهرة: الإظهار، والتحدث به، وطلب المكافأة منه، بالشكر
والخدمة والتعظيم. و (الأذى): التعيير، والتوبيخ، والاستخفاف، والاستخدام، والقول السيء، وتقطيب الوجه.
والتشبيه الوارد في الآية هو بأن تتصور قطعة حجر صلد تغطيه طبقه خفيفة من التراب، وقد وضعت في هذا التراب بذور
سليمة، ثم عرض الجميع للهواء الطلق وأشعة الشمس، فإذا سقط المطر المبارك على هذا التراب لا يفعل شيئاً سوى اكتساح
التراب والبذور وبعثرتها، ليظهر سطح الحجر بخشونته وصلابته التي لا تنفذ فيها الجذور، وهذا ليس لأن أشعة الشمس والهواء
الطلق والمطر كان لها تأثير سيء، بل لأنَّ البذر لم يزرع في المكان المناسب، ظاهر حسن وباطن خشن لا يسمح بالنفوذ إليه.
قشرة خارجية من التربة لا تعين على نمو النبات الذي يتطلب الوصول إلى الأعماق لتتغذى الجذور.
3- المراقبة في المباحات: وذلك من خلال المواظبة على رعاية الآداب الشرعية في المباحات، فإن لكل فعل مباح من
الأكل، الشرب، النوم، السفر... إلخ، آداباً خاصةً إذا سعى الإنسان للمحافظة عليها تمكن من أن يكون من المراقبين لأنفسهم.
فواطم
فواطم

المساهمات : 27
تاريخ التسجيل : 30/06/2011
الموقع : قلب الفواطم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

آجعل من نفسك على نفسك رقيباً  Empty رد: آجعل من نفسك على نفسك رقيباً

مُساهمة من طرف ذوالفقار الخميس يونيو 30, 2011 10:19 pm

يسلمو اختي علي الطرح الذي في قمه من الروعه
وفي انتظار جديدك بكل شوق يالغلا
مودتي
ذوالفقار
ذوالفقار

المساهمات : 170
تاريخ التسجيل : 29/06/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى